أسباب اصفرار العيون لدى الطفل
يرجع الأسباب لحدث صفار العين عند الأطفال لحالات طبيعية غالبا، وهي تحدث بسبب تكسر الدم للمولود، فلا داعي للقلق من فكرة تكسر الدم لأنه الدم الزائد عن حاجة جسمه ويتم تكسره تلقائيا بمجرد تنفسه للهواء الخارجي مما يجعل ثقوب القلب التي كانت تعتمد على هواء الأم تغلق.
فبالتالي هنالك بعضا من الدماء الزائدة التي كان الطفل يستخدمها في رحم أمه ولا يحتاجها الآن، فيتم تكسرها ويزداد نشاط كرات الدم البيضاء تدريجيا، ويظهر صفار العين والجلد أحيانا مصاحب له بسبب هذا التكسر.
الأسباب التي يجب القلق منها مبكرا
وهي مشاكل في الكبد الذي ليس قادرا على مكافحة السموم في الجسم، أو أنه غير مكتمل النمو لدى الطفل أو هنالك مشكلات في طبيعة عمله، ولكن هذا لا يظهر في الأيام الأولى بل يظهر مع الأسابيع الأولى من حياة الطفل، وقد يكون السبب مرضا آخر بخلاف الكبد مثل مرض وراثي أو عدوى حديثة مع الولادة نقص أكسجين لجسمه ولكن الذي يحدد ذلك هو عامل الوقت في بداية الأسبوع الثالث من حياة الطفل.
شرح أنواع اصفرار العيون للأطفال
ذكرنا النوعان الأساسيان من هذه الحالة، وسنعمل على تفصيل كل نوع منهما على حدى وشرح الوقت الذي يمكن أن يبقى الصغير به اصفرار ومتى يتم علاجه وطرق العلاج أيضا في السطور التالية:
- اصفرار العيون الغير مرضي
أسبابه ومدته:
وهذا النوع الذي ينتج عن تكسر الدم الزائد عن الحاجة في جسم الطفل وتكسر كرات الدم الحمراء التي تنتج مادة البليرويين التي يقوم الكبد بدوره بالتخلص منها عبر عملية الإخراج للطفل لذلك تكون أوساخ الطفل التي تخرج للمرات الأولى مختلفة تماما عن التي ستكون بعد شهرين لأن الأولى بها تنظيف جسم الطفل بالكامل، وقد يستمر اصفرار العيون لديه لمدة تصل لشهر ونصف، ولكنها تزداد من يوم ميلاده إلى حتى بلوغ الطفل الأسبوع الثاني لأن تأثير تكسر الدم يظهر بالتدريج على جسده، وبعد الأسبوعين ووصول الاصفرار إلى أعلى مستواه يبدأ بعدها بالتراجع والاختفاء تدريجيا أيضا ولكن بمدة أطول من مدة ظهوره قد تصل إلى خمسة أسابيع.
علاجه:
هذا النوع يخف تدريجيا من تلقاء نفسه لمدة قد تصل إلى خمسة أسابيع، وأما من يريد تسريع عملية العلاج عليه تعريض الطفل لأشعة الشمس الصباحية الباكرة لمدة أقصاها 25 دقيقة، ولكن ليس كامل الطفل بل أطرافه مثل أطراف أقدامه وبعضا من ساقيه وكذلك يديه، ومراعاة تغطية رأس الطفل منعا لتعرضها لأشعة ضارة من الشمس، وننوه إلى بعض الحالات أن تعريض الطفل للضوء المنزلي أو النيون الأبيض الذي يمكن أن يخفي الاصفرار نظريا فقط لأنه ساطع الضوء ويلون عيونه بالأبيض، وضوء المنزل لا يمثل أي دور للعلاج بل يمكن أن يزيد المشكلة لدى الطفل بضرر عيونه نفسها.
- اصفرار العين المرضي
أسبابه ومدته:
بالنسبة لأسبابه فإن الغالبية العظمى من الأطفال اللذين يعانون من اصفرار مرضي يكون بسبب ارتقاع كبير جدا بنسبة مادة البليرويين الناتجة عن تكسر كرات الدم الحمراء، فتأثر على عدم قدرة الكبد على التخلص منها بصورة طبيعية أو عدم اكتمال النمو للكبد أو لخلل في عمله ويظهر مع هذه الحالات اصفرار في الجلد ملازم للطفل، وهنالك حالات أخرى تكون بسبب نقص الأكسجين والتي يظهر بها الجلد باللون الأزرق، وفي حالات نادرة أخرى يكون بسبب مشاكل عضوية في البنكرياس أو المخ أو أمراض وراثية في العين أو الحواس.
علاجه:
عند البحث عن علاج الاصفرار المرضي النادر والقليل الحدوث فعلى الأهل البحث عن السبب لهذا الصفار، ويبدأ البحث عندما يرى الأهل بأن تعريض الطفل للشمس لأكثر من أسبوعين متتالين دون الحصول على نتيجة ملموسة في تقلص الاصفرار أو زواله أو تخفيف حدته، بل يزداد في بعض الحالات، وهنا التدخل الطبي يجب أن يبدأ دوره، فهنالك ما يسمى بالأضواء في المستشفيات تسمى لمبة فلورسنت التي تقوم بتحفيز نمو الكبد وتنشيطه على القيام بعمله تجاه مادة البليرويين الناتجة عن تكسر كرات الدم الحمراء التي لا يحتاجها الطفل خلال اليوم الأول من ميلاده، ولمبة فلورسنت التي تعالج هذا الأمر هي تعمل لفترة من الوقت ثم تفقد مفعولها فيتم استبدالها في حضانة للطفل وليس كتلك التي في المنازل التي ليس لها علاقة بالعلاج ولكن بعض الناس يؤمن بها جهلا بالحقيقة.
أما إن لم تنجح هذه اللمبات الطبية أيضا لمدة تزيد عن 7 أيام، ولم يظهر أي تحسن للطفل فهنالك مشكلة حقيقية وعضوية يعاني منها المولود، يجب أن يخضع بها للفحص الطبي في مستشفى الأطفال لتحديدها وتحديد علاجها المناسب.
- مضاعفات اصفرار العيون للأطفال
لا تحدث مضاعفات إلا عند الاصفرار المرضي أو العضوي للأطفال، فقد يصاب بعض الأطفال الذين لا يلقون اهتمام الأهل وبقي الاصفرار المرض لديهم لمدة تصل إلى 4 شهور يصابون بحساسية مدى الحياة، وآخرين قد يقودهم مرور أكثر من 5 شهور على اصفرار العيون إلى الشلل، وهنالك حالات قد تموت في شهرها الثالث والثاني إذا كان السبب هو عضوي خطير لم يتم البحث عنه مبكر لإيجاد العلاج المناسب لهم.
لهذا على الآباء والأمهات العناية بطفلهم خصوصا في أيامه والأسابيع الأولى بل والشهور الأولى للتأكد من سلامته ونموه الطبيعي مستقبلا، وحتى لا يعانون لسنوات طويلة في المستقبل نادمين على بضع شهور لم يعتنوا بها، وهذه الأمانة والأطفال التي بين يدي الأبوين يجب أن تعطى حقها في العناية والمحافظة، ونتمنى السلامة لكم جميعا ولأطفالكم.
إضافة تعليق